تمدد الفساد فــــ . . . ســـاد طغياناً على البلاد والعباد نورالدين موصللو

أستخدمات كلمة الفساد متعددة ذات معاني ودلالات حسب وصف الحالة والخوض في تفاصيل تلك الحالاتيقودنا الى بحر من ظلمات الفساد المستشري في بلدنا العراق تتوسع دائرتها مع مستجدات النوع المتفشى في مفاصل جسده تفننا وإبداعا يهلك الحرث والنسل متفرعنة تارة ومتشرعنة تارة أخرى حتى أمسى وأصبح مقلقا مضرا للوطن والمواطن ينبذه الشعب ويحتقره تصدح حنجرته ( كلا . . كلا للفساد ).        

لقد طغى وتسيد الفساد المالي والإداري متحولا الى سمة لحكومات المتعاقبة قوض أساسيات مراحل التربية والتعليم والصحة دمر قطاعات الإقتصاد الصناعي والزراعي تجاوز العدل والقانون نخرأعراف وتقاليد قيم المجتمع تحول الى أداة تهديد ووسيلة إبتزاز بين الفاسدين أنفسهم ينسخ النزاهة يسوف الحقيقة يتلاعب بحرية مطلقة كيف ومتى مايشاء ، أخر إبداعاته طريقة سرقة الملايين من أمانات الضرائب. أشبه برواية حكاية مجازية لقضية فساد تجسد جانب من طغيانالفساد وفنون وسائل سلوكيات إستخداماته . . .                                                                                                             

في داخل قاعة محكمة القاضي ومساعديه والإدعام العام محامي الدفاع كل شغل موقعه الخاص به بدأ الأول بقراءة تهم الفساد المنسوبة للمدعى عليهأمام الحضور قائلا .. نظرا لثبوت الأدلة وبالمستمسكات الرسمية وشهادة الشهود . . قررت هيئة المحكمة بأسم الشعب سجن المتهم ( الفلان الفلاني ) عشرون سنة وتغريمه مبلغا قدره خمسين ميلون دينار .                                                                                                                                                          

فجأة أنتصبت إمرأة بقامتها من بين الحضور داخل قاعة المحكمة رافعة بيدها اليمنى ملفا مخاطبة قاضي المحكمة … سيدي القاضي أنا لدي أدلة قطعية تثبت براءة المتهم من تهم الفساد المنسوبه إليه هذا الملف بمحتوياته دليل برهان قاطع على ما اقول . . . تفاجئت هيئة المحكمة مما دفع القاضي مضطرا طلب الملف من المدعية لقرأته علنا لهيئة المحكمة وامام الحضور داخل قاعة المحكمة.                                      

إستجابت االمرأة لدعوة قاضي المحكمة تسليم الملف مشريطة عدم قرأته علنا قائلة … سيدي القاضي ارجو ان تطلع حضركم شخصيا على مضمون الملف ففيه امور تمسني وتمس كرامتي ولا داعي قرأته علنا وأنتم أدرى بهذه المسائل السرية .                                                                                  

وافق القاضي على الطلب ، ترجلت المرأة وسلمت الملف له ، وبدأ يقلب اوراق الملف وإذا بداخله صكا مكتوب عليهمبلغا خياليا بأسم حامله مرفقة بوريقة صغيرة تقول ( بامكانك صرف هذا المبلغ بمجرد إلغاء قرار التهمة وإعلانبراءة المتهم ) ، غر القضي بمبلغ الصك وغلب عليه وطمع ثم نهض من كرسيه وهو يقول …. إن المستمسكاتالمستجدة من المعلومات الواردة في الملف أدلة قطعية كانت غائبة عن عدالة المحكمة لذا قررنا إستناداللصلاحية المخولة لنا قررت هيئة المحكمة براءة المدعى عليه من كل التهم المنسوبة إليه وإطلاق سراحه فورا ،ضجت القاعة بضوضاء صيحات الإستفهام والتعجب من ردود أقول واحايث الحضور .                                                                                                      

قطعت المرأة صاحبة الملف فوضى ضجيج الحضور مطالبة قاض المحكمة بإعادة الملف مخاطبه إياه . . . سيادة القاضي لقد أطلعت على الملف وأتخذتم قراركم الصائب مقدرين موقفكم الأمين ونشكر عدالتكم وأنتم أهل لها وقد إنتفت الحاجة للأوراق التى بين أيديكم وكما قلت من البداية فيه خصوصياتي تمسني وكرامتي لذا ارجو أنتختموا جميل إحسانكم وعرفان إنسانيتكم أطلب راجيا إعادة الملف لي بعد إطلاعكم لمضمونه وما فيه من أسرار شخصية تخصني لا ترضون إشهارها والتستر خُلق لا يجازيه إلا الله ممتنين لإمانتكم وحرصكم وتعاونكم لموقفكم النبيل .                                                                                    

أضطرب القاضي وأنتابه قلق وحيرة ازاء هذا الطلب فهو في موقف حرج . . . إن رفض إعادته فإن التهمة ثابتةعليه بالقرائن والمستمسكات ( مبلغ الصك ) وبسبه عَدل عن قراره الأول وربما تغدر به المرأة وتهدده ويضعف أمامها وتسيطر عليه لذا أضطر قاض المحكمة وأستسلم لإرادتها وأعد الملف للسيدة كاملة دون أن يسحب منهالصك ، بمعنى الأغراء المادي والتفنن في أصوله ووسائله أفسد قرار المحكمة وأحرج قاضيها ولم يجني من الرضوغ لفن لعبة الفساد شيئا . إذا تناولنا مسائلالفساد جملة منذ تولي الحكومات الحزبية المتعاقبةنتيقن أن المحاصصة ونتائجها كانت ومازالت سببا مباشرا لتفشي الفساد وتنمره في البلاد وإقصت مفهومالوطنية بها ووضعت البلاد في معادلة سياسية طغى الفساد على جانبيها فـــــ  . . . ساد بشتى أنواع إبداعاته، لياتي السؤال … هل بإمكان رئاسة كابينة الحكومةالمعلنة بعد مضي سنة من  إشكاليات التناحر بوضع حد لتمدده الذي أصاب مفاصل حياة البلاد والعباد . . ؟ . وهل بإستطاعتها إستصال ورم الفساد الخبيث من جسمالعراق . . .؟ .