فـــــرعـــــون الـمصلـحة الـعـامــة نورالدين موصللو

عندما تفقد الكلمة اوالجملة معناها وتفرغ من مغزى مقاصدها تصبح مجرد سفسطة كلامية غير معبرة عن مقاصدها فـ ( المصلحة العامة ) من كثرة إستعمالاتها وذكرها وتكرارها على لسان المشاركين في العملية السياسية بلا مردود فعلي أصابتها التخمة ولم يعد السامع يبالي بها فقط إنما يسخر منها ومن المتفوه بها ولم يلمس منها ما يصلح ويقضي على الفساد ولم يجني منإهمالها يسوى ظهور الأزمات والتحديات تهدد إستقرار المجتمع خاصة عندما تتعارض المصلحتين ( العامة والخاصة ) مع بعضها وتتوسع فجوة الأزمات وحالة الفساد عند تقديم الأولى على الثانية لتلعب ( المصلحة العامة ) في السياسة دور الفرعون يستخف الشعب القابع تحت حكمه لا حول له ولاقوة وقد مل وتصدع من سماعها ومن والمنادين بها لا تدفع المفسدة ولا تجلب المنفعة يرجو يتأمل المعجزة من الله معجزة ماحل بفرعون مصر .

في ظل وضع العراق السياسي الراهن تعالت أصوات قيادات الأحزاب والتحالفات خوفا من تفاقمها أكثر مما عليه تنادي بـ ( الحوار من أجل المصلحة العامة ، مراعاة المصلحة العامة من أجل الشعب ، المصلحة العامة تقتضي نبذ الخلافات الشخصية والسياسية ، ضرورة تقريب وجهات النظر من أجل المصلحة العامة . . . . إلخ ) من عرابي دعاة المصلحة العامة تذروها الرياح بسببفقدان الثقة بين الشعب وفراعنة المصلحة العامة وقد تحطم وتكسر سُلم الإرتقاء نحو الأفضل بتدهور البناء والتطوروسيطرة مافيات الفساد والسحت الحرام أخرها ما أفصح عنها وزير المالية في مضامين صفحات إستقالته التى تضمنت الكثير من الجوانب الأيجابية في الأدارة المالية ونموها وإنتعاشها قياسا للسنوات السابقة ومن جانب اخر نوه بصراحة ووضوح تامين الى تعرضه لضغوطات داخلية وخارجية من المحصنين برلمانيا ودوليا تتحكم بالإقتصاد كيفما تشاءتختلس تفتعل معوقات تختلق إخفاقات والى العديد من المحاور والنقاط المعروفة لدى العامة الغرض منها إغراق سفينة العراق المالية الإقتصادية مرورا بصفقة بوابة عشتار وتـأهيل مطار الموصل والتهرب من إفتتاح مطار كركوك مرورا بصفقات ومشاريع بعضها متلكئة وأخرىتفوح منها رائحة الفساد الكريهة ليست خافية عن العوام إنتهاءً بمئات المشاريع لم ترى النور في مقدمتها مشاريع تحسين الطاقة الكهربائية ومشروع ميناء الفاو الكبير الذي لم ينجز الى الأن منذ 2010 م وأخيرا معاناة الشعب من أزمة الوقود( البنزين ) في بلد يحتل مرتبة متقدمة في مكامن وإحتياطيات النفط وسلبية الدورة البرلمانية الحالية المشلولة منذ ولادتها بعد الإنتخابات الأخيرة تهدر المال العام وتستنزفه من ما يتمتع بها أعضائها من الرواتب والإمتيازات منذ ما يقرب سنة وقادة كتلها تتشدق بالمصلحة العامة ومراعاةمصلحة الشعب والعكس هو الصحيح فأين المصلحة العامة وماذا جنت العامة من مصالح منذ سنوات ما يقرب عقدين من الزمن .

ان نوايا دعاة المصلحة العامة من الأحزاب والكتلالسياسية ودعواتهم الى الحوار وتقريب وجهات النظر في ظل الإعتصامات والهياج الجماهيري عامة نابعة من حرصهم على مصالحهم خوفا من ضياع سلطتهم وما يتمتعون بها وفقدانها عندمايحل التغيير ويشق طريقه نحو إصلاح فساد فراعنة المصلحة العامة ولو كانوا أمناء عليها حريصين فعلا على المصلحة العامة وليس تسترا لما آل مصلحة البلد وعباده في وضع لا يُحسد عليه …