قراءة وجيزة عن فضولي البغدادي … نورالدين موصللو
Warning: Undefined array key "tie_hide_meta" in /customers/d/7/f/afkarhura.com/httpd.www/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/meta-post.php on line 3
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /customers/d/7/f/afkarhura.com/httpd.www/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/meta-post.php on line 3
المقدمة
بدءً ذي بدء لا بد من الإقرار بأن كتابة بحث او دراسة ليس باللأمر الهين عن هكذا رمز أسطوري خالد من رموز الثقافة بفنونها ليس الأدبية فحسب إنما نموذج كيان فكر وفلسفةووصايا له القدرة على توليد المعاني والأفكار من شعر ورسم للحياة الإجتماعية وواقعات عهود عاصرها وغيرهامن المدونات الفريدة من نوعها أقتحم بها مكانة ومثارا ورمزا دوليا في التراث ولا يزال صفحات التاريخ تجذبأقلام المهتمين والمفكرين والكُتاب وطلبة الدراسات العليا من مختلف دول العالم في تقديم أطروحاتهم يتناولون جانب من جوانب شخصية فضولي ميراثه الفكريينضمون بها لقافلة التأليف وإصدارات كتب وكتابة مقالات ودراسات تناولت شذرات من حياته وتركات أثاره القيمة صلاحياتها قائمة لا تعرف النفاذ ما دامت الحياة .. هذا اولاً ، ثانيا .. لكي يكتمل أي موضوع يتناول جانب من جوانب شخص فضولي البغدادي في الفكر والفلسفة وبما يستحق وإلهاماته التى كرمه الله بها لا بد من الإلمام بلغات إضافة الى العربية التركية والأذربيجانية والفارسية ( اللغات التى تشكلت منها الثقافة الإسلامية وحضارتها أنذاك ) مع بعض اللغات العالمية التى ترجمت له أثاره المتعددة المواضيع .
فضولي المعتدل في إنتمائه
لقد تزاحم القلم خجولا بمداد لا ينفد عند نقطة البداية حائرا يبحث عن عنوان يليق لسفير دائم ذكراه مقيم في ذاكرة الشعوب لا تموت لدى الشعوب الأجنبية والإسلامية خاصة حتى ركن لـ ( قراءة وجيزة عن فضولي البغدادي ) ، بمعنى إيجاز بعض الشئ اليسيرمن الكم الهائل عن هذه الدعامة الإنسانية قدم للتراث الفكري الحضاري ولا يزال دون أن يفكر وينحاز للحظة لمذهب طائفي او قومية معينة او منطقة جغرافية ، أي أنه لم يكن يحمل فكرة التعصب في إنتمائه العرقي والطائفي رغم بديهيات لا تحتاج الى أدلة وبراهين على إنتسابه لعشيرة البيات من قبل العديد من المترجمين المؤرخين لسيرته منهم على سبيل المثال الدكتور حسين علي محفوظ ففي الصفحة (7) من كتابه ( فضولي البغدادي ) يقول (كان فضولي من عشيرة البيات ، وهي بطن من قبيلة الغز (اوغوز) التركمانية التي أستوطنت العراق قديماً وسكنت قرب واسط ولها ذيول في الشرق وتركيا وهم الأن ألفاف من العرب والترك يقيم فرع منهم في كركوك وبيوتات بغداد وغيرها من البقاع ) . أخيرا لانه عراقي المولد حتى الممات يمكنناإعتباره سفير الثقافة العراقية إلى الشعوب التركية والأذرية والفارسية إلى جانب العربية، الذين كانوا وما زالوا يعتزون بانتمائهم إليه لأنه كان يكتب ويبدع بلغاتهم وهو لم يغادر العراق في حياته.
لذلك حاولنا تجنب الحديث عن بعض سيرته المختلف عليها حول مكان وتاريخ ولادته على طريقة كان يا مكان لإثارة نعرة معينة لا طائل منها يكفي أنه قدم للبشرية جمعاء خلجات مشاعره وهمومه ومعاناته بصدق وإخلاص في إناء لا شائبة ولا ريبة في محتواها يرتوي منها كل من يطرق باب البغدادي فضولي رحمه الله ، فلا عجب أن يحظى كل جزء من جزئيات أثاره بنموذج نوعي من الإهتمام ليشكل محوربحث ودراسة من قبل النخب الثقافية والأكاديمية ويستقطب حوله طلبة الدراسات العليا من الجامعات العالمية منها العراقية لنيل شهادات أكاديمية عليا وهم يتناولون الجديد المستحدث من خبايا غير المعروفة ولا المعلنة عن أحاسيس وأسرار موروثاتهتضاف لسابقاتها من مدونات مناهج أصول الأبحاث العلمية الرصينة من قبل مختصين لمومهتمين ليس لشخص البغدادي فحسب بل البحث عن مقاصده وغاياته بين طيات سطور مؤلفاته وتحليلها لكشف مكنون ما كان يدور في خلده من مشاعر وأحاسيس وما كان يجيش من خلجات بين ثنايا أضلاع صدره وبالتالي تُصنف كمصادر ومراجع تحت عناوين تعين ترفد الأخريين بالمعلومات وتُغني المكتبات بها .
أن تنوع ينابيع معارف العلوم والثقافة لدى فضولي البغدادي ونبوغه وموهبته في التعبير بصدق عنها بمهارة عقلية وفكرية عالية تعود الى :-
1- عندما أنتقل الى بغداد حاضرة العلم والأدب والثقافة أنصرلبنيل العلم والثقافة بعد أن أتقن اللغتيين العربية والفارسية الى جانب لغته الأم التركمانية تعرف فيها على مختلف الثقافات والأداب الكلاسيكية والفارسية والاوزبكية والهندية .
2- دراسته وتعلمه الرياضيات والمنطق والفلسفة والطب والتنجيم والعلوم الإنسانية الأخرى وتبحر بإمعان في أصول التيارات الدينية والفلسفية السائدة أنذاك من الإسلامية وغير الإسلامية أضافة الى إطلاعه على نتاجات عباقرة الأدب العربي من مختلف البلدان.
3- معاصرته طوال حياته لعهود ثلاث دول مهمة تنوعت حكمها على العراق ولفترة طويلة من الزمن عكست أثارها سلبا وإيجابا على ملكاته وإلهاماته في الشعر والنثر ومؤلفاته الأخرى ( دولة آق قوينلو- دولة الخروف الأبيض-الطولة الصفوية ، الدولة العثمانية ).
4- إنتقالته الأخيرة الى كربلاء ليقضي سنوات عمره الأخيرة فيها أثراً في أثاره بدليل ما جاد في كتابه ( حديقة السعداء ) عن واقعة كربلاء ، الى جانب مؤلفاته الشعرية والنثرية وكتبه السابقة واللأحقة في مختلف المواضيع منها ( الصحة والمرض ) و (أنيس القلب) و ( مطلع الإعتقاد ) و ( المبدأ والمعاد ) .
الإنسان هو الهدف والغاية عند فضولي
كما جاء أنفا إطلاع فضولي للتيارات الإسلامية ومع أنه لم يرتبط باية منها لكنه تأثر بشكل او بأخر بالنظرةالصوفية عند تعمقه فلسفيا بمعاني واقع الحياة الإنسان الإجتماعية مفسرا إياها بروح متطلعة نحو التفائل بالعدل والوئام وحب الناس ، والحب عنده عشق الحياة بالصدق والسعادة والصداقة بكمالهما جل غايته رفعة الإنسان وإعلاء شأنه ونبذ كل ما يؤذي كيانهومستقبله ، لقد عبرعن كل المبادئ والقيم الإنسانية بأيجاز في قصائده ومقطوعاته النثرية قبل ما يزيد على أربعة قرون من إعلان ميثاقي مبادئ حقوق الإنسان العالمي والإسلامي فهو أعجوبة زمانه وزمان ما بعده ليُعد رمزاً ساميا معبرا وإكليل غار فوق رؤوس واضعي تلك المبادئ بما أوتي من الفصاحة واللابقة وقوة البيان وحُسن الكلام في التعبير لذلك نراه أشبه ما يكون بمعلم سياحي اوشاطئ ساحل بحر يقصده شرائح النخب الثقافية ليطلع على جمال رونق تلك الأثار يغتني بمعلومات مغيبة مما يقرأ عندما يتنقل بين مواقع دلالات وإشارات المَعْلم والساحل من عناوين فنون الأداب والثقافة عند إقترتن الشعر بالتاريخ والنثر بالفلسفة والحالة الإجتماعية ليحوز بحق شهرة عالمية واسعة ويظفر بالقاب غير ( فضولي ) فأفغانستان وإيران والهند وتركيا تعتز به و أذربيجان تعتبره شاعرها الأول ، ويجله تركمان العراق ، والأتراك عموما أطلقوا عليه منها ( رئيس الشعراء ، أستاذ الكل الشاعر الأعظم ، شيخ الشعراء ، أعظم شعراء الشرق ، عملاق الأدب العثماني ، سلطان الشعراء ، أفصح الشعراء ) وأخيرا أحتفت به إذربيجان في اواخر العام الماضي بتسمية مطارها الدولي بـ (مطار فضولي الدولي
مرتبط