كركوك تودع مقهى المجيدية ونادي الموظفين

شاءت الصدف ان تجرني خطاي بالامس الخميس 3-2–2022 الي شارع المجيدية واري هذا المنظر المحزن المبكي والجرافات والاليات الحديثة وهي تقتل تاريخ كركوك ومعالم المدينة والمقهي التاريخي الذي ارتبط اسم الشارع باسمها المجيدية ياويلكم نصبتم اعواد المشانق لقتل روح كركوك وعصارة تاريخها والشاهد الحاضر المعلق في الرقاب والمخزون في قلوب اهلها بقلوب متحجرة لاتعرف الرحمة بجرة قلم يمحون الاصالة والاثر الطيب من اجل ان ينتفع مستثمر علي حساب حلة كركوك وزينتها
المتخلفون مستغلين المنصب للتدمير وليس للبناء والتعمير ووقع الفاس با لراس وانتهي ولم تنفع المناشدات والتوسلات والترجي مع الاسف ويقال ان احد المسئولين وكان قريب ومستشار للمحافظ السابق الله يرحمه
قد استغل منصبه الاداري في راس بلدية كركوك واستحوذ علي استثمارها
الي احد اقاربه ولم اكن اتوقع منه ذلك والمجيدية تابعة الي بلدية كركوك
امتدت ايادي الحكومة الى هذه المواقع لتحويلها لمولات تجارية.
والمساس بآثار كركوك ومواقعها التاريخية مشروع تحويل المقهى إلى مبنى تجاري . ومع المقهي فندق التأميم ونادي الموظفين والمسبح ، ورغم المحاولات لكن المستثمر حصل على اجازة في كركوك واجازة استثمارية وطنية مع موافقات الدوائر كافة، بمبلغ 250مليون دولار لكن تم وضع شرط ملزم بعدم ازالة المجيدية واعمارها وابقائها تراثا وموقعا حضاريا”. الا ان الجرف شملها ولم تنفع كافة الاحتجاجات والاعتراضات الرسمية والشعبيةالمجيدية تم بناؤها عام 1928 من قبل بلدية كركوك ومازالت ملكيتها تعود اليها وكانت تجري عليها مزايدة سنوية او كل ثلاث سنوات، وهي جزء من حديقة المجيدية التي اقامها المرحوم مجيد اليعقوبي عام 1924 وسميت الحديقة بالمجيدية نسبة له.

التي اقيمت علي ارض مساحتها 25 دونما، واقيم فيها مسبح ونادي للموظفين عام 1951 وبناء اول فندق عصري في كركوك عام 1957 وهكذا انطفئت الشمعة الاخيرة من شموع كركوك والمجيدية كانت ملتقي المثقفين والادباء والشعراء وملتقي السياسين والاحزاب علي مر العقود وكان روادها من القوميين العرب والكردوالتركمان والبعثيين والشيوعين وكل الحركات السياسية وكانت تجري فيها الحورات ترتفع وتنخفض حسب الاحداث ومن اشهر الشخصيات التي جلست علي تخوتها الخشبية وقدمت لهم القهوة والشاي من موجرها التاريخي عمي صابر القافلي ونجله ابو نور المرحوم عبد السلام عارف والشاعر عبدالرزاق عبدالواحد والمؤرخ عطا ترزي باشا وفريدون عبد القادر فرج وضرغام الدباغ وبيروت الطالياني والكثير من شخصيات كركوك العربية والكردية والتركمانية والمسيحية وكنت انا احد روادها ومع الشهيد عبد الحمداني والمرحوم الشيخ جاسم حميد الصباحي والمرحوم صالح البطاوي وقاسم يحيي رجب وصباح الساقي وناظم شكر النصيف العبيدي وابراهيم اسعد الشكر العبيدي وعلي البياتي وهكذا يخرب الاشرار الحضارة والتاريخ ولي عودة الي نادي الموظفين
المرحوم صابر صديق موجر المقهي من 1928 الي1997