أخبار عاجلة
الرئيسية //// المقالات السياسية //// ظاهر محمد حبيب المحكوم بالإعدام غيابياً الحلقة 1 بقلم: محمد هشم الصالحي

ظاهر محمد حبيب المحكوم بالإعدام غيابياً الحلقة 1 بقلم: محمد هشم الصالحي

Warning: Undefined array key "tie_hide_meta" in /customers/d/7/f/afkarhura.com/httpd.www/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/meta-post.php on line 3 Warning: Trying to access array offset on value of type null in /customers/d/7/f/afkarhura.com/httpd.www/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/meta-post.php on line 3

.
الضغوطات التي تسلط بها النظام البعثي البائد على رقاب التركمان، ولد لديهم ردود أفعال شعبية وطلابية وشبابية مختلفة. منها ظهور مجموعة من الشباب الذين أخذوا على عاتقهم مهمة الدفاع عن شعبهم التركماني. هؤلاء الشباب أرادوا أن يكونوا الصوت التركماني الذي يرفض كل أشكال الصهر العرقي والذي يعبر عن تطلعات التركمان في العيش الرغيد على أرض أبائهم وأجدادهم. فتية لم يرضخوا لأية محاولة تعسفية قامت بها هذه السلطة المتغطرسة، بل جاهدوا في سبيل احقاق الحق ونصرة المظلوم.
لم يكن للتركمان نية في مقارعة هذه الحكومة الجائرة بالنضال المسلح، ولم تكن لديهم خطط مسلحة من شأنها إراقة دماء. كل ما كانوا يصبون إليه هو الوصول إلى حل سلمي واقناع الحكومة بأن للتركمان الحق في العيش كمواطنين أصلاء شاركوا في صياغة تأريخ هذا البلد. حاولوا إفهام الحكومة بأن منحهم حق المواطنة أمر طبيعي وليس فيه ما يدعوا للقلق. إنهم يجهدون في التعبير عن تطلعاتهم المستقبلية وحبهم لأرضهم واحترامهم لانتمائهم الوطني وليس فيهم نزعة انفصالية أو عدائية للأرض التي يعيشون عليها. إلاّ أن النظام الظالم كان قد صم اذنيه ولم يولي أي اهتمام يذكر لهذه الشريحة القومية التي تحت إدارتها ومن ضمن رعيتها. بل عمدت هذه الحكومة على إبعادهم وصدهم ومنعم من الإنخراط في الحياة السياسية والإدارية. حتى إنها منعتهم من حق الدراسة في بعض الكليات ذات القبول الخاص مثل الكلية العسكرية وكليات الشرطة والأمن الوطني وغيرها.
لذا كان حرياً بالشباب التركمان أن يجعلوا من صدرهم درعاً لحماية حقوقهم وصون شرفهم ومقاومة الصهر والتطهير العرقي.

الشاب ظاهر محمد حبيب رضا من الشباب المتطوعين الذي سخر سني عمره في خدمة شعبه وكرس شباب عمره من أجل الوقوف أمام هذا المد الجائر الذي يستهدف أهله وأبناء جلدته. حكم عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت من قبل محكمة الثورة السيئة الصيت. إلاّ أنه تمكن من الفرار قبل الوقوع بالأيادي الباغية لجلاوزة النظام العفلقي.

ولد ظاهر محمد حبيب في قلعة كركوك بتاريخ 7/7/1959. حيث سكنت سلالته القلعة منذ مئات السنين وهم يعرفون بعائلة الزور خانة. والده كان موظفاً في شركة نفط الشمال بكركوك ثم نقل إلى دائرة كهرباء كركوك. بعد فترة من العمل في هذه الدائرة نقل والده إلى دائرة كهرباء بغداد.
انفصل والداه وهو مازال رضيعاً وقد تربى في كنف جدته.
بدأ بحياته الدراسية في ابتدائية العراقية في قلعة كركوك، حيث كان الأستاذ فائق والد المسرحي الراحل ياوز فائق مديراً للمدرسة. كان من أحد معلميه هو الأديب التركماني قحطان الهرمزي.
يقول السيد ظاهر أن الأستاذ قحطان الهرمزي كان يطلب منه أن يسأله سؤالاً عن بعض الأمور التي تخص التركمان. مثل اللغة والتأريخ والحروف التركمانية ليقوم الهرمزي بصفه معلم الصف وبحجة الإجابة على السؤال وشرح الموضوع دون أن يحس بذلك أحد.
عام 1972-1973 التحق بالمتوسطة المركزية في كركوك لإكمال دراسته المتوسطة. في هذه المرحلة شارك مع مجموعة من أصدقائه في تأسيس إتحاد الطلبة التركمان. من هؤلاء الطلبة فتح الله احمد (التون سه س) وطارق وغيرهم وكانت الاجتماعات تعقد في بيت فتح الله أحمد في منطقة بريادي.
انيطت مسؤولية إقامة الاحتفالات إلى الطالب ظاهر محمد حبيب. حيث كان ينظم مشاركة الطلبة التركمان في أحياء المناسبات مثل عيد المعلم وعيد الطالب وكذلك إعداد المسرحيات وتقديم العروض الموسيقية.
العمل مع الفرق المسرحية جعله يعشق المسرح. الأمر الذي أدى به إلى التقديم للدراسة في معهد الفنون الجميلة ببغداد.
ففي سنة 1976 سار إلى بغداد لكنه لم يكن محظوظاً في دراسة معهد الفنون الجميلة بعد أن رفض طلبه. أضطر الاستمرار في الدراسة الاعدادية في بغداد، حيث بدأ الدراسة في اعدادية 1 حزيران وكان يسكن في بيت فتح الله احمد التون سه س في منطقة حافظ القاضي عمارة د. كاظم الشبّر الذي سبقه إلى دراسة الفنون الجميلة هناك.
في تواجده ببغداد وتردده إلى نادي الاخاء التركماني هناك، كانت له فرصة التعرف على الشباب التركمان المتواجدين في بغداد. منهم الشهيد رشدي رشاد الصالحي الذي كان مديراً لمدرسة ابتدائية في منطقة كسرة وعطش ببغداد ويسكن في بيت مع شقيقته ساجدة والشهيد عزالدين جليل الذي كان طالباً في كلية اللغات قسم اللغة التركية بجامعة بغداد.
التجمع معهم كانت ثقافياً حيث كان ظاهر يحاول كتابة الشعر ودائم المناقشة والتحدث مع رشدي الصالحي في هذا المجال. كان يكتب ما تجود به قلمه ويعرضه عليه للتصحيح وإبداء الملاحظات.
في هذه الفترة قام النظام البعثي باعتقال بعض الشخصيات التركمانية مثل الزعيم عبد الله عبد الرحمن ورجل الأعمال التركماني عادل شريف والدكتور رضا دميرجى وفاتح شاكر. الأمر الذي روض في نفوسهم نزعة الانتفاضة ضد الظلم الذي يتعرض إليه شعبهم نتيجة ممارسات هذا النظام الدنيء.
الواقعة كانت كبيرة في نفوسهم لا سيما وإن آخرين قد تم اعتقالهم وإعدامهم سابقاً دون أية أسباب تستحق هذا العقاب المجحف. جلس هؤلاء الشباب يتفكرون في أمر الأمة وما ستؤول إليه حالهم بعد حملات الاعتقالات والإعدامات التي تطول كبارهم ومثقفين. الشباب في حيرة من أمرهم وهم يبحثون عن مخرج للخلاص من النهاية التي تلاحقهم وستكون مأساوية حتماً كما كان لأسلافهم. فإذا استمرت الدولة الظالمة على هذا المنوال فلن ينجو من نيرانهم أي تركماني.

محاولة إثبات الذات
في جلسة فيما بينهم لمناقشة الوضع المأساوي للتركمان، اقترح رشدي رشاد الصالحي القيام ببعض الفعاليات التي من شأنها أن توصل صوت الشباب إلى هذا النظام. الصوت الذي يقول نحن سنقاوم ولن نستسلم لكم ولن نرضخ أمام جلاديكم. هم يحاولون بشتى الوسائل الانسلاخ من الموت الذي يلاحقهم من قبل أجهزة أمنية التي لا تخشى الله في عباده. الشباب يتأهبون أمام هذا السيل الجارف وعليهم الأن فعل أي شيء من شأنه أن يصون كرامتهم.
العمل الذي من الممكن أن يقوموا به لردع المظالم هو تثقيف الشعب تجاه هذا البركان الهائج، ومن جهة اخرى اعلام النظام بأن الشباب التركمان سوف يتصدون لهم. إنها رسالة بمعان كثيرة مفادها ها نحن ذا أو رسالة تقول أن للتركمان شباب يحميه. وضعوا الخطط وانقسموا إلى خلايا صغيرة وتم تدارس الخطط التي من الممكن تطبيقها على أرض الواقع والبدء بها.
تم استدعاء المزيد من الشباب التركمان للانضمام إلى المجموعة وقام ظاهر بالحاق صديق له يدعى أيوب قصاب وهو شقيق المناضل التركماني الحاج عابدين. المجموعة قامت بجمع الاشتراكات فيما بينها لتأمين انتقال الشباب وشراء بعض المستلزمات مثل الورق والأقلام. الشهيد رشدي رشاد الصالحي كان مكلفاً بجمع تلك التبرعات وشراء ما يراه مناسباً يخدم العمل.
نظم الشباب زيارة إلى سجن أبو غريب لغرض اللقاء بالمحكومين التركمان ورفع معنوياتهم واعلامهم بأن الشباب التركمان يعملون من أجلهم. كان اللقاء مع السجين الشاعر التركماني البصير حسن كوره م وهو من أهالي مدينة طور خورماتو والذي جلس إليه ظاهر في وقت المواجهة. رغم كونه مكفوفاً لا يبصر النور إلاّ أن حسن كوره م لم ينجو هو الآخر من ظلم النظام. يقول السيد ظاهر أن في نهاية اللقاء مع الشاعر حسن كوره م قال لي: بعد كل ليل مظلم، نهار مشرق.

وللحديث بقية

Warning: Undefined array key "tie_hide_author" in /customers/d/7/f/afkarhura.com/httpd.www/wp-content/themes/sahifa/single.php on line 92 Warning: Trying to access array offset on value of type null in /customers/d/7/f/afkarhura.com/httpd.www/wp-content/themes/sahifa/single.php on line 92

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: