الشاعر الراحل محمد مشو اوغلى، سابقة لا تتكرر. ابراهيم قوريالى
Warning: Undefined array key "tie_hide_meta" in /customers/d/7/f/afkarhura.com/httpd.www/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/meta-post.php on line 3
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /customers/d/7/f/afkarhura.com/httpd.www/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/meta-post.php on line 3
شاعر بويهيميّ، عصاميّ، كتبَ دون رتوش دون زخارف دون تكحيل جلَّ اعتماده كان على الظروف التي جعلت منه شيئاً اخراً مغايراً لشيء آخر كان عليه، افكاره غير محصورة بشخصيته الذاتية فحسب بل وضع بني جلدته في صلب قصيدتين اختزلتا المئات من القصائد الاخرى، قصيدة تشكو بألم معاناة المهجرين داخل الوطن وخارجه وكل حروفه نطقت بالحقيقة المؤلمة جداً ووجب ان نقولها للتاريخ ان تلك القصيدة ترجمت الى عدة لغات محلية وفارسية وتركية وحتى الانكليزية وهذا نادر الوجود في الوقت الحاضر، محمد مشو عاش وعايش تلك السنوات المؤلمة والصعبة جداً عليه وعلى اقرأنه ألدين أدخلوا في معادلة سياسية وعسكرية دون ان يعو بذلك ابداً ومن الطبيعي جداً ان يظهر شاعرنا في هذا التوقيت المناسب ليبث همومه ويشكو الى الله معاناة لا تعرف الختام ولا تغادره وكان صادقًا بكل كلمة نطقها عند القاء قصيدته في مسابقة الشعر التركماني التي قدمها تلفزيون توركمن ايلي وقدمتها شخصياً وعندما وصل الى مقطعه الاخير قائلاً
( يقول مشو اوغلى ماعدت قادرًا على العمل،
هذه الايام قضت على احلامي وخيالاتى،
عليه اقول صَعِبَ العيش ووجب الموت،
وكأنني سلطان عُزل عن سلطنته!!!
هو وانا والاستاذين الكبيرين المرحومين الدكتور نجدت دميرجى وعبدالعزيز سمين بياتلي وكذلك الدكتور محمد شريف ( اعضاء اللجنة) لم يستطيعوا كتمان دموعهم التي انهمرت مع دموع شاعرنا الكبير وهو يتذكر اراضيه الزراعية الشاسعة ومحطات تعبئته وآليّاته الزراعة وصعب جداً عليه الآن وهو يسكن مستأجراً وقد كُتب اسمه ضمن …. اعتبرت قصائده سابقة كانت في سماء الشعر حضرت كالبرق وغادرت مسرعةً، نعود الى قصيدته الثانية فهي لاتقل عن الاولى فقط هنالك اختلاف واضح في جليّ الشعر حيث كتبَ ما في جوفه من حرقة التفرقة والطائفية المقيتة التي عانى منها معظم العراقيين ولانه شاعر استطاع بقصيدته ان يوحد تلعفر وضواحيها والكل هناك تقبّل قصيدته برحابة صدر وعمل بموجبها وعند عودته الى مسقط رأسه معززاً مكرماً لاق كل ترحيب وتقدير من الاهالي عامة ومن الحكومة المحلية خاصة ومن جميع افراد قواتنا المسلحة والجدير بالذكر هنا وبعد استقراره في مسقط رأسه وفي اول موسم زراعي له اتصل بي شخصياً وطلب مني ان ارافق احد اقربائه الذي يعمل في احد مطاعم كركوك لايصال مساعدات مالية قيّمة الى ثلاثون عائلة مهجرة وقمت بهذا التكليف برحابة صدر، هكذا هم الاصلاء لاتغيّرهم عاتيات الزمن والدهر.
الى جنات الفردوس ان شاء الله استاذنا القدير وشاعرنا المبدع.
مرتبط