كركوك ناو – كركوك
وضعت دائرة صحة كركوك المواطنين أمام خيارين لا غيرهما: تلقي لقاح كورونا ووقاية أنفسهم أو مواجهة عواقب أشد، وذلك في اطار الاجراءات الهادفة لمجابهة وباء كورونا.
ويأتي تحذير دائرة الصحة بسبب مخاوف من موجة “أشد وأقوى” من فيروس كورونا، نظراَ لأن الفيروس يتحور باستمرار ومن المحتمل أن تظهر سلالات أخرى للفيروس خلال موسم البرد، في الوقت الذي تشهد في حالات الاصابة في كركوك ازدياداً بسبب بدء العام الدراسي الجديد ومن المنتظر أن تتفاقم أكثر.
وفي أحدث خطوة، قررت وزارة الصحة العراقية استناداً الى توصيات منظمة الصحة العالمية منح لقاح فايزر للفئة العمرية 12 سنة فما فوقـ وذلك تزامناً مع انطلاق العام الدراسي الجديد في الأول من تشرين الثاني 2021.
وقال مدير صحة كركوك نبيل حمدي بوشناق لـ(كركوك ناو)، “وزارة الصحة حذرت من ظهور موجة جديدة لفيروس كورونا… نعتقد بأن السلالات الجديدة للفيروس ستكون أشد خطورة وأكثر انتشاراً.”
الأوساط الصحية العالمية ترى بأن الخيار الأفضل حالياً هو تلقي اللقاح، وإلا فإن المواطنين، كما يوقل نبيل بوشناق، يقارعون خطر الموت بسبب الأعراض والتداعيات الخطيرة للفيروس.
عدد الملقّحين لا يرضي طموحنا لحد الآن
“عدد الملقّحين لا يرضي طموحنا لحد الآن، لأن هناك أناساً كثيرين لا زالوا يتخوفون من تلقي اللقاح بسبب بعض المزاعم و المعلومات الخاطئة”، على حد قول مدير صحة كركوك.
يوجد في محافظة كركوك 80 مركز تطعيم ضد كورونا تتوفر فيها لقاحات فايزر، سينوفارم و أسترازينيكا، والتي تعطى للمواطنين مجاناً.
“في هذه الأيام اصطحبت اثنين من اطفالي الى مركز صحي و تلقوا اللقاح هناك، أخبرتهم بأن هذه هي الطريقة الوحيدة لتفادي الاصابة بالفيروس”، هذا ما قاله أبو عقيل، مواطن كركوكي يعمل في صفوف القوات الأمنية.
يقول أبو عقيل بأن أطفاله يستطيعون الآن الذهاب الى مدارسهم والانشغال بالدراسة دون خوف، “لن أخاف مجدداً، لأنهم تلقوا اللقاح، لكن لدي ثلاثة أطفال لا يستطيعون تلقي اللقاح بسبب صغر سنهم.”
الدراسة هذا العام أصبحت حضورية داخل الصفوف الدراسية بخلاف العام الماضي، حيث جرت الدراسة بصورة متقطعة أو عن بعد.
كركوك/ 4 تشرين الثاني 2021/ مركز للتطعيم ضد فيروس كورونا تصوير: إعلام دائرة صحة كركوك
وقال مدير دائرة صحة كركوك، “نتوقع بدءاً من هذا الشهر زيادة في عدد المصابين بسبب استئناف الدوام وتواجد الطلاب في المدارس والجامعات والمعاهد، لذا شكلنا لجنة لزيارة المراكز الدراسية لحث الطلاب الذين تتجاوز أعمارهم 12 سنة على تلقي اللقاح.”
من الأسباب الأخرى التي تلعب دوراً في ازدياد حالات الاصابة، زيارة المواطنين لمدن أخرى وجلب الفيروس الى أسرهم بسبب الاختلاط و عدم ارتداء الكمامات وتجاهل الاجراءات الوقائية.
يوم الأربعاء، 3 تشرين الثاني، سُجلت 65 حالة إصابة بكورونا في كركوك الى جانب حالتي وفاة، ليصل مجموع الاصابات المسجلة في كركوك الى أكثر من 73 ألف شخص و أكثر من 1347 حالة وفاة.
أبو عقيل سبق أطفاله في تلقي اللقاح ويقول بأنه لم يعاني من أعراض جانبية شديدة، ويطالب المواطنين بتلقي اللقاح لتقليل حالات الوفاة بفيروس كورونا، يقول أبو عقيل، “أثناء تفشي كورونا كان المواطنون يطالبون بإيجاد علاج، لكنهم الآن مترددون في تلقي العلاج ويرفضون أخذه.”
تخوّف و تردد البعض من المواطنين يعود الى حملة لنشر مزاعم مختلفة بشأن اللقاحات منذ بدء اكتشافها ولحد الآن، مثل مزاعم الموت البطيء، العقم والعديد من الأمراض الأخرى في حال تلقي اللقاح.
أحياناً تصل كلفة علاج ورعاية مصاب واحد بكورونا الى 700 دولار في اليوم الوحد