بقلم الدكتور مختار فاتح بيديلي
31 عامًا على المجزرة السوفيتية فى حق مسلمى أذربيجان..
إن تاريخ 20 يناير عام 1990 يحظى بالآثار لا تندثر في ذاكرة الشعب الأذربيجاني، حيث قام في ذلك التاريخ ضد الإستبداد السوفيتي، مطالبا بكرامته وحريته، إلا أنه للأسف الشديد، نيل الحرية والتطلعات للحرية المطلقة، لم يأتيا بسهولة.
يحيي اتراك الاذربيجان مع اتراك في العالم يوم 20 يناير من كل سنة ذكرى ضحايا تحرير جمهورية اذربيجان و استقلالها عن الاتحاد السوفيتى فيما يعرف بذكرى «يناير الأسود». التي قامت فيها قوات النظام السوفياتي السابق بالعدوان والهجوم على مدينة باكو -عاصمة اذربيجان والعديد من المدن الاذربيجانية الأخرى مستخدمة أحدث الأسلحة المتطورة حيث فتح الجنود نيران أسلحتهم في كل إتجاه وقتلوا وجرحوا المئات من المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ العزل. وكان الهجوم بأمر مباشر من رئيس الاتحاد السوفيياتي، ميخائيل غورباتشوف، الذي حصل بتاريخ 15 أكتوبر 1990، للمفارقة الغريبة، على جائزة نوبل للسلام.
قامت القيادة السوفييتية بإصدار أوامر لنحو 30 ألفًا من الجنود السوفييتيين المدججين بالأسلحة الثقيلة لاقتحام مدينة باكو؛ وذلك في محاولة لقمع الشعب الذي يصمم على استرجاع استقلاله؛ وهو ما أدى إلى وخلال هذه الأحداث المأسوية تم قتل 137 وإصابة اكثر من744 شخصا ، كما تمّ اعتقال اكثر 841 مدنيّاً بشكل غير شرعى، وبعد إعلان الحالات الطارئة فى 20 يناير عام 1990 تم قتل 21 شخصاً، وفى المناطق التى لم تعلن الحالة الطارئة فيها قتل 26 مدنيّاً. في تلك الاثناء طلب حيدر علييف الزعيم الوطني للشعب الاذربيجاني في مقر ممثلية اذربيجان الواقعة في موسكو عقب حدوث المأساة الدموية التي ارتكبها الجيش السوفياتي عقاب منظمي ومنفذي هذه الجريمة المرتكبة ضد الشعب الاذربيجاني الاعزل.
في تلك الفترة الزمنية هبَّ الشعب الأذربيجاني لمقاومة إجراءات أرمينيا عن طريق تنظيم المظاهرات والاجتماعات الجماهيرية الحاشدة تضامنًا مع الشعب الأذربيجاني المطرود من أرمينيا وقراباغ الجبلية استنكارًا لموقف وسياسة القادة السوفييت المتواطئة مع أرمينيا. لقد شكلت هذه المظاهرات والاجتماعات نواة للحركة التحريرية للشعب الأذربيجاني. وبهدف قمع الحركة التحريرية لجأت القيادة السوفييتية في محاولة للحفاظ على الإمبراطورية إلى استخدام القوة ضد الشعب الأذربيجاني؛ ففي ليلة التاسع عشر من يناير عام 1990 دخلت القوات المسلحة للاتحاد السوفييتي السابق إلى مدينة باكو عاصمة جمهورية أذربيجان والعديد من المدن الأذربيجانية الأخرى مستخدمة أحدث الأسلحة المتطورة؛ إذ فتح الجنود نيران أسلحتهم في كل اتجاه، وقتلوا وجرحوا المئات من المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ العزل.
ولم يكتفى جنود السوفيات بقتل العديد من الأبرياء من أبناء الشعب الأذربيجانى، حيث دمروا على ما يزيد عن 200 منزل ، و80 سيّارة بما فيها سيّارات الإسعاف.
خلال تلك الأيّام المأساويّة ضحى أبناء وبنات الوطن الباسلين ، الذين كان استقلال وشرف وعرض بلدهم وشعبهم فوق كل شيء لهم، بحياتهم وتصعدوا حتى أوج الشهادة.
يعتبر أيضًا 20 يناير واحدة من أكثر الصفحات المجيدة في تاريخ أذربيجان.
“إنّ مأساة 20 يناير التى أدّت إلى خسائر هائلة ومجزرة المسلمين المعصومين أبدت كفاحية وعناد ووقار شعب أذربيجان الذى كان يسعى الى الحرية والاستقلال وهو لم يصبر على السياسة الخائنة لرئاسة الامبريالية السوفياتيّة الجنائية ضدّ أذربيجان”