عمر اغا ترجيللي ( فوزي )..
هو واحد من جيل شعراء الديوان ، وأحد أبرز ناظمي الخوريات والشعر الشعبي ، لكنه لم ينل حظه المعهود من الشهرة والأهتمام ، كما ناله أقرانه ومعاصروه، مثل ( د ه ده هجري) و (محمد صادق) و(خضر لطفي )و( فهمي عرب أغا) ، رغم أنه كتب في العديد من أغراض الشعر القديم ، الى جانب كتاباته الشعرية باللغة الفارسية ، بالاضافة الى قرضه للشعر الشعبي والخوريات ، وله العشرات من النماذج الشعرية المتنوعة ، وأختص بشعر الفروسية والرجولة ، كترجمة حقيقية لحياته المتسمة بالتصدي للظالم ومناصرته للطبقة الفقيرة والمسحوقة …ولد شاعرنا عمر اغا ترجيللي ( فوزي )، بكركوك عام 1888 ، لعائلة غنية تنحدر أصولها من ولاية ( طوقات ) التركية ، التي هجرتها بدءأ من عهد السلطان العثماني سليمان القانوني ، وأستقرت باديء الامر عند قرية (بيريادي ) قرب جمجمال ، فيما أستقر القسم الاخر منها في بلدة ( سامراء ) ..أكمل الابتدائية في المدرسة الرشدية بكركوك ، وأضطر الى ترك الدراسة بعيد وفاة والده أثناء أندلاع الحرب العالمية الاولى ، ليقوم مقامه في الاشراف على أراضي ومزارع العائلة في قرية ( ترجيل ) قرب ناحية ( ليلان ) جنوب كركوك ، بسبب نزعته العدائية ضد الانكليز ، ومقاومته لهم ، لم ينط به اي وظيفة حكومية ، رغم كونه شخصية مؤثرة في كركوك ، وصاحب كلمة مسموعة ، فأضطر الى بيع قسم من الاراضي الواسعة التي كانت تمتلكها العائلة في مناطق ليلان وترجيل واطراف كركوك …يقول عنه المؤرخ الاديب الاستاذ أبراهيم اغا 🙁 المرحوم عمر اغا ترجيللي احد اشهر الشخصيات الكركوكلية التركمانية في النصف الاول من القرن العشرين .قصة حياته اشبه بالاسطورة مملوءة بمواقف الرجولة والبطولة والشهامة والسخاء لا يمكن سردها هنا وبعجالة .كان شاعرا وتمتاز رباعياته(القوريات)بالجزالة. ينتمي الى عشيرة طوقاتلى التركمانية العريقة وهو من احفاد حسن افندي الذي بنى جامع الطوقاتلى وحمام الطوقاتلى في محلة بيريادليلر(محلة بيريادي- اليوم).هذان الاثران التاريخيان ماثلين امامنا لحد هذا اليوم ) …أما الأديب الراحل الاستاذ ( مولود طه قايه جي ) فيسرد حادثة طريفة في مقدمة كتبها في الكتاب الذي أصدره الاديبان ( احمد قوشجي اوغلو ) و ( بهجت غمكين ) عن حياة الشاعر في عام 1999( كان عمر اغا ، رجلا شجاعا ، هيابا ، لا يخاف ، وعرف عنه تصديه للانكليز ، وأصيب مرة بطلق ناري في ساقه ، ولم يقبل أن يحقونه بالمخدر عند أجراء العملية له ، حتى أضطر الاطباء الى أخراج الطلق الناري من ساقه دون حقنه بأبرة التدخير )….توفي المرحوم عمر اغا ترجيللي في صبيحة يوم الجمعة 21 تشرين الاول من عام 1954 ، وشيع في جنازة مهيبة الى مثواه الأخير في مقبرة العائلة بالمصلى ، وابنّه شعراء كثيرون في مقدمتهم رفيق دربه الشاعر الكبير المرحوم ( محمد صادق ) وأخرون ..رحم الله شاعرنا الراحل عمر نامق اغا ترجيللي ( فوزي ) الذي كان مثالا للكرم والسخاء والشجاعة