رثاء الشهيد احمد طاهر
عباس احمد
ترى اذا سيكتب قلمي المتواضع في حضور طقوس الشهادة وروح الشهيد احمد طاهر تتسامى الى عليين , وماذا عساي ان ادون من كلمات رثاء في حق الصديق والاخ والانسان احمد طاهر الذي قضينا سنوات ربيع عمرنا سوية سواء في حينا الذي عشنا فيه او عندما كان لاعبا قي فريق اسكي شهر الشعبي الذي كنت فيه ومعلما قوميا ولاعبا ومدربا وابا واخا كبيرا لجميع اعضاء الفريق في منطقة حي الضباط قرب غرفة تجارة كركوك.
لقد كنت ايها الشهيد نعم الاخ والصديق والتلميذ النجيب في عملك القومي.
انا اخاف مواقف الوداع وكلمات الفراق ونجد اصعبها في التلويح بالوداع وعلى عتبات المستشفيات وفي المقابر.
فنحن لا نرى نظرات الحُبِّ الحقيقية إلاّ على عتبات المقابر والمستشفيات، ونحن أُناسٌ لا نتذكّر من نُحِبّهم إلاّ في النهاية.
يا صديقي الشهيد احمد طاهر
في مشهد الجنازات ينتابني الفزع من لحظة إغلاق القبر وتسارع الناس لترك شهيدهم وحيدا بين جنبات القبر ,وخارج القبر أحدهم يبكي والاخر يلطم والآخر حزين..وآخر هناك لا يُبالي وفي داخل القبر يقول الشهيد ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد ﷺ
ومن ثم في الخارج يُحكمون إغلاق القبر من هنا ومن هناك وكأنهم يعلمون جيدا ان رحلة الشهيد الى الجنة تبدأ من ها هنا .
وفي داخل القبر يرى نعيم الفردوس فيقول الشهيد : رب ألحمد لله على جنتك ووعدك.
نعم كان الشهيد احمد لا يتأفف من تراب الوطن وهو يعمل لقوميته , ولا ترهقه حرارة الشمس أو برودة الشتاء اثناء عمله القومي والانساني.
ان شهيدنا وفي داخل القبر لا يملك إلا مترين , لكنه وعند رب العزة والملكوت يملك اكثر من كون فسيح برحمة من العزيز القدير وعَمَلِه الصالح ، ومن دعوات صالحات لاقاربه ومعارفه واحبابه والاصدقاء.
نعم رحل احمدنا الى الباري بوجه ابيض وان شاء الله بعمل صالح الى جنة الخلد.
ولحظات الاستشهاد لا تمضي إلا وقد فرغ المكان وساد السكون، ويخيم الصمت ويرحل الجميع ويبقى الشهيد في كنف الله ورحمته التي وسعت كل شيء.
وفي وداع الشهيد احمد طاهر تختلط المشاعر بين شعور نبيل بنيل الشهادة، وحزننا على وداعه إلى الأبد، فيا ايها الشهيد احمد طاهر : إنّ العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا شهيدنا الغالي لمحزونون.
عندما ترتقي روح الشهيد احمد طاهر ويسير جسده الطاهر الى عليين كزفاف ملكي إلى الجنة والفوز الأكيد، وعندما تختلط الدموع بالشعور بالزهو والفخر ، عندها لا يبقى لدينا شيئاً لنفعله أو نقوله، لأنه قد لخّص كل قصته بالرحيل شهيدا , ويقوم الشعب لينحني إجلالاً لأرواح أبطاله، وتغيب الشمس خجلاً من تلك الشموس , نعم انها شموس الشهادة .
فالشهيد التركماني نجمة الليل التي ترشد من تاه عن الطريق القومي، وتبقى الكلمات تحاول أن تصفه ولكن هيهات، فهذا هو شهيدنا احمد طاهر اسماعيل .
ان وراء كل شهيد تركماني نبيل قضية مقدسة غالية.
والف سلام على الشهداء التركمان شهداء الطريق القومي والمبادئ السامية.
فايها الشهيد السعيد احمد طاهر
في النعيم المقيم ستحيا
ونحن نردد “لمثل هذا فليعمل العاملون” , فلا نجاة من الموت للجميع .
وانت انت من فزت ايها الشهيد
اللهم فاعفُ عنه يارب .
اللهم عامله بعفوك ورحمتك وجودك وكرمك .
اللهم ارحمه، ووسّع مُدخله، واحشره مع الشهداء والصّديقين في أعلى عليين.
اللهم نسألك حسن الخاتمـة .
