واخيرا وليس اخرا
احمد طاهر في قافلة الشهداء التركمان
صواش جتين
في الايام الاخيرة افرغ البعض سمومهم نحو التركمان عبر التهديد باستهداف الرموز التركمانية في كركوك وغيرها من مدن توركمن ايلي بسوء قصد فان مقولة ” انهم حقا يخشون التركمان ” هي المقولة المناسبة لهكذا وضع حيث ذكريات ماضي من الايام قبل عقود عديدة من السنين ايام الخير والرخاء ووجود قيمة حقيقية للزاد والملح , عندما كان البيت التركماني سواء في كركوك او في اية مدينة او بلدة تركمانية حضنا دافئا لكل جيران التركمان من العراقيين الطيبيين ويجدون في البيت التركماني راحة من عناء السفر المتعب والوان الطعام التركماني الوفير والشهي يسد به الضيوف جوعهم ويجد الاصدقاء المقربين استراحة غفوة امنة مطمئنة طيلة ايام الزيارة .
وما استشهاد شهيد الراية علي هاشم مختار اوغلو ومنير القافلي وصباح قرة التون والدكتور يلدرم عباس هو وشقيقه وغيرهم وساتوقف عن العد كي لا انسى ذكر احد الشهداء فالتركمان هم منبع الشهداء .
ونحن نتحدث عن استهداف ابناء الشعب التركماني من شخصيات ووجهاء واطباء ورجال اعمال وكذلك الاكاديميين وعامة التركمان في كركوك ومناطق توركمن ايلي والاستهداف الحاقد لكل رمز تركماني , فان جملة ” انهم حقا يخشون التركمان ” كانت الدافع لي كي امسك القلم واسترسل في الكتابة .
نعم كان يعيش معنا نحن التركمان من مدد طويلة , اخا كريما معززا , الاخ العربي الشهم الاصيل منذ عشرات القرون لا يفرق بيننا غاز ولا محتل ولا عاديات الزمن ولا غدر الايام الظالمة ولم يشتتنا مطلقا تصرفات حاكم ظالم ولا يفرقنا غادر حاقد .
نعم وكان يعيش معنا ايضا الاخ الكردي الشهم الاصيل الذي ومنذ ان جاء الى العراق وجد التركمان اخا عزيزا ومنذ ان هاجر الى المدن وفتح عيونه ليرى ابناء الشعب التركماني عونا له دائما في كل الملمات التي حلت بهذا البلد .
ووجد كي اخ منهم في محلات التركمان ودكاكينهم ومعاملهم مصدرا طيبا لاستحصال الرزق الحلال , ووجد في بيوت التركمان ودورهم الملاذ الامن من المطاردة والملجا الحصين من عيون رجال السلطة واماكن الترهيب , لا يفرقنا دعوات من هنا ونداءات من هناك همها المال القذر والسحت الحرام , وليس لديها ادنى تفكير في مصلحة الوطن والمواطن , بل ان معظم هؤلاء وليس كلهم عبارة عن افواه في لهاث دنيء وراء المناصب الزائلة والمنافع المادية والزحف خلف مكاسب غير شرعية .
اذا ………………..
لماذا كل هذه الخشية من التركمان ؟ .
هل لان التركمان يملكون عقولا مفتوحة وهم اصحاب ادمغة تجاري العصرنة في العلوم والثقافة والحضارة وكل شيء ؟ .
ام هل لان اخلاص التركمان يكشف زيف ادعاءاتهم ويفضح خيانتهم ؟ .
وهل ان حب التركمان للارض والوطن يزيح الستار عن صفقاتهم الخائبة ؟ .
لذا على الجميع ان يعرفوا جيدا ان لا تنازل ولا مساومة في وجوب حصول الشعب التركماني على كامل حقوقه الدستورية والسياسية والإدارية والاجتماعية وغيرها مثله مثل شقيقيه الشعب العربي والكردي والمشاركة في الإدارة الحكومية عامة وفي جميع مناطق توركمن ايلي خاصة تلك التي تمتد من أعالي تلعفر مرورا بالموصل واسكي كلك واربيل والتون كوبري وكركوك وطوزخورماتو وجميع مناطق البيات التركمانية سليمان بيك وامرلي وديالى وجلولاء والسعدية وصولا إلى جنوب مندلي وزرباطية .
ويشمل ذلك ايضا حصولهم على النسبة العادلة لما يمثلونه من الجسد الأم (العراق) قوميا وسياسيا واداريا واقتصاديا .
ولا ينسى الشعب التركماني النبيل على طول الشريط الواسع الجميل لمناطق توركمن ايلي القضية الاساسية المحورية لهم الا وهي قضية كركوك هذه القضية التي سالت من اجلها دماء تركمانية زكية عزيزة عن طريق القتل و الاغتيال لا لسبب سوى لاجل بقاء كركوك مدينة عراقية مرتبطة بالمركز دون استقطاعها و الحاقها بأي اقليم .
كل هذه الحقوق وجميع الحقوق الأخرى المشروعة للشعب التركماني التي لا يمكن ان يقبل بها أي تركماني بغير الحصول عليها و التمتع بها حقا شرعيا و قانونيا واجبا .
بالله عليكم ان مثل هذا الشعب وله مثل هذه الا فكار المخلصة الا يستحق أن يشكر وأن يكون له كل التقدير والاحترام .
ان الشعب التركماني لا يريد الشكر ولا ينتظره …… لانه كل ما يقوم به هو واجب عليه تجاه ( الله والعراق والتركمان ) وقد قيل قديما لا شكر على واجب .
ان ما نريده نحن التركمان هو فهم موقفنا ودعمه … و جعله حجر الاساس لانطلاق الاخرين ضمن نفس المحور اعلاه من أجل ان يعيش جميع ابناء العراق بحب وسعادة .
هل فيما ذكرناه في تلك المحاور خطأ او خيانة او عمالة .
اليست تلك النقاط تعبر عن نيات صادقة مخلصة تعبر عن الوفاء اللامنتهي لهذا الوطن .
لنتذكر دائما بأن التركمان هم ( الترك … ايمان )
وللمفارقة والشيء بالشيء يذكر , فان الشاب التركماني القومي الاصيل يتحمل ويتحمل لكن لصبره حدود ويا ويل اذا انفجرت طاقاته فلا ممسك لها الا الله .
ففي سبعينات القرن الماضي وكمثال وليس للحصر حيث من هذه الامثلة الوف والوف , نقول كان هناك ثلاثة شبان ( طلاب ) تركمان يراجعون دروسهم في حديقة النافورة قرب المحافظة , حيث اقتربت الامتحانات النهائية .
يذاكرون ويتذاكرون ويدرسون ويتبادلون الافكار العلمية والقومية , وصرخ احدهم بالم , ترى كيف نقبل ان يفتتح ملهى في مدينتنا المحافظة كركوك الحبيبة , واين ؟ في وسط كركوك مقابل المستشفى الجمهوري وبعد مناقشات تصاعدت عندهم الغيرة القومية والدينية والوطنية فقاموا الى المكان المقصود ورشقوا البناية بالحجارة وامطروا الملهى بكل ما جادت به رصيف المنطقة وكسروا زجاج شبابيكها وكان هؤلاء الشباب سببا رئيسا لعدم افتتاح الملهى .
ان الغيرة القومية موجودة عند الكثير من شبابنا وطلابنا , لكن لا يوجد هناك من يوجههم التوجيه القومي الصحيح دون لف ودوران لصالح الشعب التركماني , فكل واحد يريد استغلال الشباب لاهدافه الشخصية وليس لاهداف القضية التركمانية .
نحن بحاجة الى عقل قومي غيور لا يبحث عن مصالح ذاتية بل يضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار ويؤمن بعقله وقلبه وفكره بمقولة , اولا الشعب ثم الشعب ثم الشعب ثم الحزب وفي الاخير عائلتي ومن ثم انا .
وهل هناك بيننا من يؤمن بهذه المقولة ويطبقها ؟
عند ذاك سنحافظ على رايتنا خفاقة ويهابنا الكل , فيا لنا من شعب عظيم يخافون حتى من راياتنا الزرقاء
وان غدا لناظره لقريب