هكذا حاول بارزاني اضعاف بغداد بمساعدة الخبراء الإسرائيليين.. وهذا كان دورهم
Warning: Undefined array key "tie_hide_meta" in /customers/d/7/f/afkarhura.com/httpd.www/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/meta-post.php on line 3
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /customers/d/7/f/afkarhura.com/httpd.www/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/meta-post.php on line 3
كشفت صحيفة “الحياة” في مقال نشرته اليوم السبت، عن محاولة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، اضعاف العاصمة بغداد بمساعدة خبراء إسرائيليين خططوا لافتعال الأزمات بين بغداد واربيل طوال المدة الماضية، فيما أشارت الى أن العلاقات بين الطرفين ليست بالجديدة.
وذكرت الصحيفة في المقال الذي كتبه مصطفى زين، بعنوان “ربيع الأكراد خريف الشرق الأوسط”، أن “الحديث عن العلاقة بين الاستخبارات الإسرائيلية وزعماء في إقليم كردستان ليس جديداً. ولم يكن مستغرباً احتفال يهود في شوارع تل أبيب بانتصار بارزاني في الاستفتاء على الانفصال عن العراق، ولا رفع الأعلام الإسرائيلية في أربيل، ولا تشبيه بارزاني الابن ببن غوريون”.
وأوضح، أن “العلاقة بين الطرفين تعود إلى ما قبل إعلان الدولة العبرية، عندما كانت الحركة الصهيونية تنشط في الشرق الأوسط وتتصل بزعماء الأقليات العرقية والدينية لتحريضها على المطالبة بالاستقلال في دويلات، بمساعدة الدولتين المستعمرتين فرنسا وبريطانيا لتبرير مطالبة اليهود بوطن قومي على أساس ديني”.
ولفت الى أن “العلاقات تطورت بين الطرفين طوال عشرات السنين، توجه الملا مصطفى بارزاني بزيارة تل أبيب عام 1968 حين التقى أبا إيبان ووزير دفاعه موشيه دايان، وعقد اتفاقات مع قادة الموساد، ولم يكن ذلك غريباً على الرجل الذي كان يشبّه نفسه بشحاذ أعمى على باب الجامع لا يرى من يتصدق عليه ولا يهمه من يكون”.
وتابع، أن “العلاقات تطورت بين الطرفين منذ ذلك التاريخ، ولعبت الاستخبارات الإيرانية، أيام الشاه، والتركية، دوراً كبيراً في تعزيزها وتسليح الأكراد وتدريبهم لمواجهة المد القومي العروبي وإضعاف بغداد”.
ولفت الى أن “وجود الخبراء الإسرائيليين أصبح مسألة طبيعية في شمال العراق، حيث البيشمركة. وجاء في كتاب شلومو- نكديمون (انهيار الآمال الكردية – الإسرائيلية)، أن بارزاني الأب احتفل مع الإسرائيليين في جبال كردستان باحتلالهم القدس”.
وأشار الكاتب، الى أن “إيران تغيرت بعد الخميني، وتغير العراق بعد الاحتلال الأميركي، ووجدت إسرائيل فرصتها الذهبية لتثأر من بابل، فكثّفت وجودها في الإقليم الكردي، بعدما استقل عملياً عن بغداد بمساعدة واشنطن والحكام الجدد الذين تقاسموا الحكم والغنائم والمناصب مع الأكراد. وأصبح لدى بارزاني مستشارون من كل الجنسيات يستثمرون في السياسة، ويخططون معه لإبقاء بغداد ضعيفة”.
وأضاف، أن “الخبراء وجدوا فرصة في الربيع العربي وبروز داعش لنشر المزيد من الفوضى والدمار، فأعادوا طرح مشروع جو بايدن الذي اقترح تقسيم العراق إلى ثلاث دول، حتى قبل أن يصبح نائباً للرئيس”.
وأكد، أن “بارزاني بدأ يستولي على الأراضي المتنازع عليها، وهي في معظمها خليط من الأقليات الدينية والعرقية فهجر منهم من هجر، وأقام مراكز لقواته، ورفع شعاره المعروف: لن نتخلى عن الأراضي التي حررت بالدم، مختلقاً قضية يجب أن تحل بالحوار، بناء على المادة 140 من الدستور”.
وأكمل، أنه “لتأكيد ضم هذه المناطق إلى إقليمه، أصرّ بارزاني على إجراء الاستفتاء فيها، علماً أن سكانها المهجرين لم يعودوا إليها بعد، وهي شبه خالية”.
وتابع: “في ظن بارزاني أن الظروف الحالية لن تتكرر. في الإقليم لا تستطيع القوى المناهضة له الوقوف ضده لأنها ستبدو في نظر الشعب خائنة. العراق منهمك في محاربة داعش، وهو أضعف من أن يواجه الانفصال بالقوة، فضلاً عن أن الولايات المتحدة التي ترعى حكومته لن تسمح له بذلك”.
وقال، إن “إيران شبه معزولة في محيطها العربي. وأميركا جاهزة لمواجهتها عسكرياً إذا اخترقت الحدود، فضلاً عن أنها لا تريد إثارة أكرادها ومواجهتهم في مدنها المتاخمة للعراق، وربما امتدت المواجهات إلى المدن الأخرى”.
وأشار الى أن “تركيا رجب طيب أردوغان هي الأخرى تخشى أكرادها الذين يخوضون حرباً ضد أنقرة منذ عام 1984، ولديها علاقات قوية مع بارزاني الذي استقبله الرئيس قبل عامين، وعلم كردستان إلى جانبه، وجال معه في المنطقة الكردية طمعاً في تهدئتها وأصواتها الانتخابية، إضافة إلى غضّ نظره عن تهريب النفط عبر الحدود، ودفاعه المستمر عنه ومعاملته أربيل عاصمة، ليس لكردستان وحدها بل للعراق كله، متجاهلاً كل احتجاجات بغداد”.
وأكمل: “تبقى سورية الغارقة في دماء أبنائها ولا تستطيع حتى الاعتراض على الخطوة. أما إسرائيل التي لا تنفك تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط فوجدت في الخطوة الكردية فرصة تاريخية، خصوصاً بعدما بدأ داعش ينهار وبدأ العراق يتخلص من إرهابه.
واختتم الكاتب بالقول: “إنها فرصة تنتهزها كي تشكل مع الإقليم الكردي قاعدة عند الحدود الإيرانية والعراقية إذا خطر لحكام بغداد يوماً إشهار العداء لها. في هذا السياق جاءت احتفالاتها بانتصار مؤيدي الانفصال، وهي حكماً لن تكتفي بالاحتفال”.
المصدر: صحيفة الحياة
مرتبط