كما هو معلوم فان الدولة العثمانية كانت دولة اسلامية. ولكونها اولت اهتمامها الاول والاخير للديانة الاسلامية فإنها عملت على جمع المسلمين تحت سقيفة هذه الدولة وتأسيس لغة تجمع لغات المسلمين في هذه الدولة مع احترام غير المسلمين.
لذا فإننا نجد الكتابة العثمانية هي هجينة بين اللغات العربية بالأساس والتي كانت هي السائدة ومن ثم الفارسية ومن بعدهم التركية.
اما لغة الدراسة في المدارس آنذاك فإنها كانت باختيار الطلبة كما يتضح في الوثائق التي اقوم بترجمتها. فمن خلال مشاهداتي للوثائق العثمانية و اوراق دفاتر النفوس اجد ان الطلبة يدرسون الفارسية والعربية والفرنسية وغيرها وبحسب اللغة التي يختارونها كلغة دراسة لهم.
اورد هنا كمثل وثيقة من سجل الاحوال لمواطن من الاخوة المسيحيين واسمه فرج الله هندي المولود في كركوك سنة 1296 هجرية.
في الجزء المؤشر من الوثيقة نجد ان الموما اليه درس في المدارس الاسلامية والمسيحية باللغات العربية والفارسية والفرنسية وبعض الدروس بالكلدانية. وكذلك تذكر الوثيقة بانه يتحدث ويكتب العربية والتركية والكلدانية وقليل من الفرنسية.
هكذا يتضح لي بان المدارس في الدولة العلية لم تقتصر على الدراسة بلغة معينة فحسب، بل شملت لغات اخرى بحسب رغبة الدارسين.
في الصورة الوثيقة موضوعة البحث وهي نموذج من بين مئات الوثائق.