(التغيير الديمغرافي والسلم المجتمعي في كركوك)
مهدي بوزوك
العراق آبان الحكم العثماني كان يدار بنظام الولايات وهذه الولايات هي بغداد والموصل والبصرة وكانت كركوك تسمى سنجقا وكانت جزءا من ولاية الموصل ، وعند تأسيس الدولة العراقية الحديثة من قبل الأستعمار البريطاني في ١٩١٨ تحولت الى ١٤ لواءا وبعد ذلك إلى محافظات . والأكتشاف الاضخم للنفط كانت في ١٩٢٧ في بابا كركر وعدد آباره ١٩٦ وتمثل ٩٦% من إنتاج النفط العراقي آنذاك وقد أحدثت نهضة أقتصادية واجتماعية وثقافية أدت إلى أتيان العديد من العاملين من مناطق حديثة والأنبار ومن السليمانية وأربيل والموصل وكانت تلك اول بداية التغيير الحاصل في كركوك وتوابعه وكان عدم تصويت التركمان على شرعية الملك فيصل سببا هاما على إزعاج ونقمة الملك فيصل الأول والاستعمار البريطاني على التركمان والذي قام على إثره بتعريب كركوك ولاسيما في حوض حمرين وخصوصا في الجزء الغربي من المدينة وتلك هي البداية وبعد ذهاب الملكية ومجيء الجمهورية أبان عبد الكريم قاسم ١٩٥٨ حصلت تغيير ديمغرافي جديد من قبل الحزب الديمقراطي بقيادة مصطفى البارزاني وبالتعاون مع الحزب الشيوعي المهيمن على السلطة آنذاك بحكم علاقتهما مع بعض ، وبعد مجيء عبد السلام عارف في ١٩٦٣ ولغاية مجيء حزب البعث في ١٩٦٨ أستمرالتعريب وأصبح بشكل ممنهج في ١٩٧٥ وذلك من خلال أتيان العوائل العربية واعطائهم ١٠٠٠٠ عشرة الآف دينار مع قطعة أرض أو دار سكن وأستمرت بشكل مكثف لغاية ٢٠٠٢ الى حين سقوط النظام الصدامي في ٢٠٠٣ وبداءت مرحلة جديدة من التغيير الديمغرافي وهو أتيان الآف العوائل من قبل الأحزاب الكردية بحجة الترحيل من محافظات أربيل والسليمانية ودهوك وأستمرت لغاية ١٦ أكتوبر ٢٠١٧ وبعد تطبيق النظام ومجيء القوات الأتحادية دخلت كركوك في استقرار أمني واجتماعي وأقتصادي وبدأ مجيء الآف العوائل العربية إلى كركوك وأدى إلى حدوث تغيير ديمغرافي واضح في المدينة ، اذن كركوك تظل هي القنبلة الموقوتة القابلة للإنفجار في أي وقت ، نستنتج من كل هذا أن كركوك بسبب خزينها النفطي الهائل وأراضيها الخصبة الواسعة ووضعها الأقتصادي والأجتماعي والسياسي المستقر نسبة إلى المحافظات الأخرى كانت عرضة لأطماع الكثيرين فكل هذه الأمور جعلها محط أنظار الجميع ، ولعل الأطراف جميعا تعرف أن كركوك هي صمام أمان وحدة العراق لذا المسؤولية تقع على عاتق الجميع من أجل الحفاظ عليه وإرجاع الأوضاع الى وضعها الطبيعي في كركوك وضرورة رفع الظلم وألاجحاف والأقصاء الذي وقع على التركمان وباقي مكونات كركوك من الكرد والعرب والكلدآشوريون وضرورة جعلها أنموذجا للتعايش السلمي في العراق وإشراك جميع مكوناته في إدارة أمور وشؤون هذه المحافظة مستقبلا .